الثلاثاء، 16 مارس 2010

عاهرة مصر أم مصر العاهره ؟

أنهينا مراسيم الحب لتوّنا ، أو بعبارة أدق و أصدق أنهينا طقوس الجنس لتوّنا ، فهو لم يكن حبا و لم يغلف طعمه المر بكبسولة المشاعر ، نعم .. لقد كان جنسا بحتا بكل عفونته ، بكل روائحه ، بكل اهتزازاته و رعشاته .. و انتهينا إلى حيث ينتهى كل حيوان أفضى للتو غريزته ..

و كرهتها و كرهتنى و كرهت نفسها و كرهت نفسى .. فلم و لن أعلم لحظات أقسى على المرء من تلك التى تعقب جنسا بلا حب ، و رغم علمى بوقعه على نفسى إلا إننى ما أن أقطع على نفسى عهدا بعدم الاقتراب منه حتى أقطع بنفس اليد أوصال هذا العهد و أعود

عاديا عدو الكلب -أى كلب- متى رأى قطعة لحم -أى لحم- مهما كان لونها أو رائحتها أو مكانها .

نظرت إليها بطرف عينى قاطعا نظرتى الممعنه فى سقف الحجره كمن يبحث عما يشغله فى الفراغ ، و سرقت الصمت بسؤال أحمق :

- مبسوطه ؟
- عمرى ما انبسطت كده ، انت جامد أوى على فكره

فأعدت السؤال بلهجة أكثر دقه كمن يعلم أن إجابتها لا تمت للحقيقه بصله :

- مبسوطه ؟

فأجابت راضخه مستكينه :

يا بيه فى كارنا دا الواحده مابتفكرش إذا كانت مبسوطه و لا لأ

اعتدلت قليلا فى السرير و جذبت طرف الملاءة لأتأكد أن جسدى بالكامل مختفى -رغم أننا معا وحدنا و لا بشر ثالثنا- و سألتها فى استفهام راغب فى مزيد من التفاصيل :

_ إزاى يعنى ؟
هى : _ يعنى أنا نازله من بيتنا آكل عيش مش انبسط
أنا : و إيه يمنع انك تاكلى عيش و تنبسطى ؟
هى : إنت حر و لا عبد ؟
أنا : مش فاهم ؟
هى : يعنى انت ملك حد غير اللى خلقك ؟
أنا : مش عارف بس غالبا لأ
هى : طيب .. يعنى حر

هززت رأسى بالموافقه فيما ترتسم على ملامحى استغراب من توقعى لبعض الفلسفه التى فى طريقها لإن تجرى على لسان مثل تلك الفتاه التى ينبغى أن تكون أبعد ما يمكن عن العمق و الفلسفه، فيما استطردت هى :

_ طيب انت دلوقتى حر ، لو يوم احتجت للفلوس و لاقيت كل الابواب مقفوله فوشك و جالك واحدعرض عليك إنه يديك اللى انت محتاجه بشرط إنه ينام معاك .. آه واحد لا مؤاخذه يعنى

قالت عبارتها الأخيره مجيبه على علامات الاستفهام التى أطلت من وجهى

أنا : لأ طبعا أرفض أنا مش كده
هى : طب لو مكانش فى أى طريقه تانى تجيب بيها الفلوس اللى انت محتاجها ضرورى
أنا : هاوافق .. بس غصب عنى على فكره
هى : طيب هاتبقى مبسوط و انت نايم معاه و كمان بتاخد فلوس ؟؟ .. و قبل ما ترد سيبنى اكمل كلامى .. هاتبقى مبسوط و انت بتـ(.....) و كمان بتاخد فلوس
أنا : يع .. لأ طبعا .. بس انا غصب عنى
هى : طب تفتكر أنا و اللى زيى ليه لازم نبقى مبسوطين و احنا مجبرين ننام معاك عشان الفلوس ؟
أنا : أيوه بس فى فرق أنا و انتى راجل و ست .. انما انا واهو يعنى شذوذ .. حاجه مقرفه يعنى
هى : طب لو كانت ست و عرضت عليك فلوس مقابل انك تقلع بنطلونك و توطى قصادها
أنا : لأ طبعا و ألف لأ
هى : فهمت احنا بنحس بإيه ؟
أنا : طب مش بتحاولى تدورى على شغل تانى ليه ؟
هى : مين قالك إنى ماحاولتش ؟ حاولت بس تفتكر الرجاله بيفرقوا عن بعض ؟؟
أنا : مش فاهم
هى : يعنى أنا واحده حلوه و جسمى ملفوف من صغرى ، أبويا ميت و مليش إخوات رجاله ، و أمى ست كبيره
تفتكر الناس و الرجاله عيونها فى الزمن دا هتبصلى ازاى ؟ و اوعى تقولى يعطفوا عليكى .. عشان خلاص بح .. مفيش الكلام دا دلوقتى .
أنا : حاولتى تشوفى شغل
هى : كذا مره .. و كل مره الاقى نطع واقف فى سكتى و عايز حته من جسمى .. مره صاحب الورشه و مره مدير الكافيتريا و مره رئيس ورديه فى المصنع .. فحسبتها مادام كده كده لازم ياخدوا من جسمى .. مش الأولى انى ابيعه بالغالى ؟ و لا انت إيه رأيك ؟
أنا : يعنى عايزه تقنعينى ان كل الناس ديابه ؟
هى بلهجة سخريه و يأس من إقناعى : لأ احنا اللى ولاد كلب بنحب نتذل و نتهان و نتشتم بعد كل مره نتـ(....) فيها
أنا : لا مؤاخذه انا مش قصدى
هى : و لا قصدك
أنا : فكك طيب مالحوار ده .. اقولك نكته ؟
هى : قول
أنا : مره واحده (.....) خلفت عيل سمته بهيج ... ههههههههه
هى : هههههههههههههههههههههه .. حلوه و ملعوبه .. انت باين عليك طيب
أنا : دا من ذوقك
هى : و انت ايه حكايتك
أنا : لأ دى احكيهالك المره الجايه بقى عشان انا متأخر النهارده و لازم ارجع بيت أهلى انام عشان عندى شغل بكره
هى : المره الجايه ؟؟ مش فاهمه ؟؟
أنا : ماهو انا بعد إذنك هاخد موبايلك .. ممكن ؟؟
هى : ممكن طبعا بس ليه ؟؟
أنا : عشان ناوى اعزمك على عصير فى أى كافيه محترم .. بس تبقى تلبسى لبس كويس مش زى اللى كنتى لابساه النهارده
هى : انت بتتكلم جد
أنا : ايه مش عايزانا نبقى اصحاب بعيد عن السرير
هى : انت بتتريق عليا .. مش كده ؟
أنا : لا و الله أبدا .. باتكلم جد .. كام يوم و هاتصل بيكى و نخرج سوا

ساد صمت من جانبها فيما اغرورقت مآقيها بلآلئ توشك على التناثر على وجنتيها ، تركتها و قمت أنا نحو ملابسى و أخرجت منها مبلغ 200 جنيه كنا قد اتفقنا عليها مسبقا و اقتربت منها و فتحت حقيبة يدها الملقاه بجانب السرير و فتحتها ، فإذا بها تجذبها من يدى سريعا .

و قالت لى جملة لن أنساها لطالما يتردد بداخلى صداها و بصوت مختنق أقرب للبكاء :

_ متحطش على الطبخه شوية تراب ، دا انا ماصدقت ......
و لم تكمل جملة بدى ليه أن لها ما يكملها

ثم خاضت فى جملة أخرى مغيره لهجتها :
- مش احنا هنبقى صحاب ؟

أنا : أكيد

فابتسمت و طلبت منى أن أدير وجهى لتخرج من تحت الملاءة و تغير ملابسها ، فسحبت أنا ملابسى و خرجت للغرفة الأخرى و سترنا أنفسنا

و سترنا أنفسنا

و سترنا أنفسنا

و مضينا

هناك 4 تعليقات:

  1. صباح الخير يا جبيصي
    جبيصي أشيك كتييييييييييير من جيفارا
    تحس كده انه مصري أهلاوي شحط محط

    أنا عادة لا أشخصن إطلاقا اي قصة بتتحكي
    باخد العموم وده افضل بالنسبة لي

    بص يا جيفارا وما ستك إلا أنا :)
    فكرتني بشيء ملوش علاقة بالقصة اللي انت كاتبها
    وفي نفس ذات الوقت ليه صلة برضه
    بس انا طالما لسه محصلتش على حاجة دمي من الكافيين ببقى لسه مجمعتش قوي

    القصة بقى هي ما سمعته من الشيخ الشعراوي
    ان فيه زمن
    كانت الست ست والراجل راجل
    كان البيت اللي من غير راجل الست فيه بتعجن العيش
    وتحطه قدام الباب
    يعدي اي راجل وهو نازل للصلاة
    يلاقي خشبة عليها عيش معجون ومش مخبوز
    يفهم لوحده ان البيت ده مفيهوش راجل
    ياخد العيش يخبزه ويرجع يحطه قدام نفس الباب
    من غير ما يعمل أي كونتاكت مباشر مع الستات

    المعنى
    ان كان فيه زمن مؤكد فيه كلاب تحب نهش الأعراض
    بس كمان جنبهم كان فيه اغلبية رجالة بجد
    وان مكنش فيه واحدة شريفة بحق وحقيق مضطرة لشيء ضد ابسط حقوق الإنسان

    الشيخ الشعراوي اللي بيحكي مش من مئة سنة مثلا
    ده الراجل الله يرحمه كان لسه بيننا
    ومؤكد ان الرجالة اللي كانوا بياخدوا يخبزوا لأهل بيت ميعرفوهمش
    مؤكد برضه كانوا بيجتهدوا بشكل تكافل اجتماعي يخدموا البيوت دي

    لما ذهبت المروءة
    ذهب الشرف

    وأحلى من الشرف مفيش يا أه يا أه

    ردحذف
  2. يا سلام مبدإيا يا ست ستيته نورتى مدونتى النونو اللى لسه فى مهدها .

    و اللى هتفضل دوما فى مهدها .

    أما عن حكاية الشخصنه زز فانا كمان مش باحبها مش خجلا من القصه باى ذا واى لكن عشان انا مش باحب لما اكتب احس انى مقيد او خايف او مكسوف

    اما عن كلامك فطبعا منطقى و انا اول مره اعرف معلومة العيش دى

    و طبعا زى ما انت بتقولى المروءه و الشرف اقدر اقولك انبثاقا من كلامك ان المجتمع لو فرضنا انه عنصرين هما المروءه و الشرف فهيبقى ساعتها زى المقص كل طرف يمثل عنصر و المقص او المجتمع محترم طول مالطرفين قريبين انما لما الطرفين يتباعدوا المقص بيتـ(لفظ مش تمام مفيش داعى اقوله)

    اما عن القصه نفسها فهى تحمل معنيين مش معنى واحد و انا قاصد الاتنين

    ردحذف
  3. طيب القصة حلوة بس ايه الهدف كان المفروض يكون في تكملة .. يعني انت هدفك انك تحط حكاية جنسية وتقول مصر عاهرة مش عارفة ايه .. طيب قول ايه النهاية والهدف من كلامك

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتى نورتينى
      ثانيا انا مش عارف ايه الجنسى ف التدوينه .. انتى مشاعرك اتحركت من كلامى ؟؟

      لو دا حصل و التدوينه أثارتك فسامحينى مكنش قصدى
      انا كان كل هدفى مجرد نقد اجتماعى و شىء من التعاطف مع الست اللى مجتمعها بيجبرها على الانحراف
      منتهى الفشل انى اشرح تدوينتى مش عارف العيب ف طرحى للموضوع و لا فى قراءتك المتعجله

      حذف